متابعه ولاء مصطفى
إستضافت قناة النيل الثقافية في برنامج " فكرة " الناقد والمؤرخ الفني " أحمد عبد الصبور " في حلقة بعنوان " صورة المثقف على الشاشة المصرية " .
برنامج " فكرة " من تقديم الإعلامية " حليمة خطاب " ، ومن إعداد " دعاء عبد الرحمن " ، ومن إخراج " محمد الشويني " .
وقد تحدث " أحمد عبد الصبور " قائلاً :
نستطيع القول بثقة وفخر أن أكتاف السينما المصرية من خير الأدب والآدباء منذ بدايتها وربما حتى نهاية السبعينيات وأقل القليل في حقب الثمانينيات والتسعينيات وحتى العقد الثاني من الألفية .
بدأت السينما في مصر في بداية القرن العشرين بتقليد المسرح المصري وقتها والذي صار في تمصير المسرح خاصة الإنجليزي والفرنسي منهم ، ووجدت السينما صلب تكوين موضوعاتها في الأدب العالمي وحكايات ألف ليلة وليلة ، ثم في تطور بدأت السينما خاصة في الأربعينيات والخمسينيات بالإعتماد على المنتج الأدبي لكبار آدباء هذا العصر أمثال : طه حسين ، نجيب محفوظ ، توفيق الحكيم ، إحسان عبد القدوس ، محمد عبد الحليم عبد الله ، يحيى حقي ، وغيرهم ...
فكانت السينما تتلقف أعمال الكاتب الكبير " إحسان عبد القدوس " فور خروجها من المطبعة وأحياناً قبل وصولها إلى المطبعة ... فكانت أفلام : لا أنام ، لا تطفىء الشمس ، أنا حرة ، الوسادة الخالية ، الطريق المسدود ، في بيتنا رجل ، النظارة السوداء ،،، وغيرها الكثير ...
وكذلك الكاتب الكبير " محمد عبد الحليم عبد الله " الذي كان نجم الروايات التي تأخذها السينما ومنها : غصن الزيتون ، شجرة اللبلاب ، لقيطة ، عاشت للحب ، وغيرها ...
وبالطبع " توفيق الحكيم " وقد قدم لموسيقار الأجيال " محمد عبد الوهاب " قصة فيلم " رصاصة في القلب " عام 1944 م ثم تبعها بقصة لفيلم " طريد الفردوس " ، الأيدي الناعمة ، الرباط المقدس ، عصفور من الشرق .
ولم يتخلف عن مواكبة هذة النخبة من كبار الآدباء العملاق الراسين دكتور " طه حسين " فجاء الفيلم الشهير " دعاء الكروان " عن رواية له بذات العنوان .
وبالطبع إذا كان ما تقدمه السينما يكتبه عظماء الأدب في أكثر العصور الثقافية إزدهاراً في مصر ، فبالتأكيد ستكون الصورة التي يقدمونها عن المثقف والثقافة والفنون بديعة وراقية تعلي من قيمة المثقف والكاتب والأديب والصحفي ، فوجدت شخصية الكاتب الذي يدافع ويحافظ على وعي المجتمع ... صورة باهرة على الشاشة من خلال فيلم :
الرباط المقدس الذي عرض عام 1960 م ، وفيلم عدو المرأة عام 1966 م ، بالإضافة إلى كم كبير من الأفلام التي كان بطلها أديب أو كاتب أو صحفي أو مثقف ما منح صورة شديدة التقدير والإحترام لشخصية الكاتب والمثقف .
ومع إهتمام السينما بقضايا الإنفتاح الإقتصادي والفساد الذي ترتب عليه زاد تهميش شخصية المثقف الذي أصبح في الواقع يلهث أيضاً وراء لقمة العيش فلم ينتبه إلى أن السينما بدأت تحوله إلى صورة هزلية تسخر منه .
ثم مع بداية الثمانينيات والتسعينيات وظهور نجم طبقة الصنايعية والحرفيين التي إحتفت بها السينما المصرية وقدمتهم على أنهم قيمة هذا العصر بداية من فيلم " إنتبهوا أيها السادة " والذي رصد علو قيمة الزبال أو جامع القمامة أمام عجز ونزول قيمة أستاذ الجامعة .
ربما فيلم " إنتبهوا أيها السادة " صرخة تحذير ضاعت هباءً لم ينتبه لها أي سيدات أوسادة ... !!!
لكن ما حدث بعد ذلك كان الأصعب والذي من بعده فقد المثقف والجمهور معرفة المعنى الحقيقي للثقافة والمعرفة والعلم ، وظهرت أفلام تمجد : الهلفوت ، والمتسول ، والمشبوه ... بالإضافة إلى أفلام المقاولات ... فلم يعد للمثقف وجود على الشاشة .
ماذا فعلت الصورة المشوهة عن المثقف في قضية الثقافة والإبداع ؟؟؟ سؤال محزن وصعب الإجابة عليه !!!
فلم يعد هناك إهتمام بتصحيح هذة الصورة ، رغم أن مصر تتباهى بمبدعيها وكتابها ومثقفيها حتى أن الثقافة العربية بأكملها تعتبر أن الثقافة والمثقفين المصريين هم عامود هام في الحركة الثقافية العربية ، وكانت هناك مقولة تسري في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج بأن " القاهرة تكتب ولبنان تنشر والعراق تقرأ " ، فهل مازالت المقولة سائدة ؟؟؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق